التحلي بالإيجابية يعني حل المشكلات بصورة أفضل


تُعد مهارات حل المشكلات من أساسيات تحقيق النجاح في المجال التقني. يدعم أصحاب العمل والأبحاث الصناعية فكرة زيادة الطلب على من يتمتعون بالمهارة في حل المشكلات.

وقد لا يكون من البديهي الاعتقاد بأن العقلية الإيجابية ترتبط بالقدرة على حل المشكلات بدرجة أكبر - ولكن تلك هي الحقيقة. 

كما أن هناك مجموعة متزايدة من البحوث التي تشير إلى أن السعادة في العمل والحفاظ على النظرة الإيجابية أمران مهمان لحياتك المهنية (وكذلك لصالحك العام) أكثر مما قد تتصور.

وقد اكتشف خبراء علم النفس السريري أن الإيجابية تؤدي إلى تفتح العقل بحيث يمكنك أن ترى إمكانيات أكثر مما تشعر به عندما تكون سلبيًا.  فعندما تجرّب السعادة أو الفرح، يكون عقلك متقبلاً لمجموعة أوسع من الخيارات.

عظيم، ولكن ما علاقة ذلك بك أو بحياتك المهنية؟ حسنًا، فلتفكر بالأمر لمدة دقيقة.

فالتفكير الإيجابي يبني المهارات

وكلما تشعر بسعادة أكبر، تكون أكثر ميلاً لتقبل الخيارات، والفرص، والخبرات الجديدة. وبالتالي تزداد احتمالية تعلم واكتساب المهارات الجديدة وكذلك الكفاءات.

فلتنظر إلى الطفل السعيد الموجود في فناء المدرسة، والذي يلعب ويتفاعل ويركض وراء الكرة. هذا الطفل يبني مقاومة بدنية، وكفاءة رياضية، وقدرات اجتماعية. ويمكن أن ينطبق نفس الأمر عليك في مكان عملك.

فببساطة، عندما تشعر بالسعادة تكون متقبلاً للتعلم. ولتفكر الآن بشأن كيفية تطبيق ذلك في الحالات المهنية أو فيما يتعلق بالتطوير المهني.

ربط الإيجابية بتحقيق النجاح في المجال التقني

ما المكاسب المحتملة العائدة من الاستكشاف والتعلم - ناهيك عن رؤية إمكانيات أكبر وحلول للمشاكل. 

هل يبدو هذا مألوفاً؟ من المفترض.

يمثل كل من تعزيز قدرات حل المشكلات وتبني نهج مبتكر لإيجاد الحلول المهارات الأساسية في أي مجال يستفيد من التكنولوجيا، مهما كان دورك، ومهما كانت منظمتك.

وفي عصر الرقمنة، سيُطلب من التقنيين تقديم حلول للمشكلات غير الموجودة حاليًا حتى في خيالنا. ويجب عليك الدخول في المنافسة من خلال القدرة على حل المشكلات بأفضل صورة ممكنة، وذلك بالتعامل مع المشكلات بعقلية إيجابية.

حيث تُعد الحلول المبتکرة للمشکلات والتفکیر خارج الصندوق ھي السمات الأکثر قيمة التي تدفع المسارات المهنية والشركات في هذا المجال.

يبدو هذا جيدًا، أليس كذلك؟ حسنًا، لا تتوقف مزايا التفكير الإيجابي عند هذا الحد.

فالعقلية الإيجابية لها فوائد صحية

حيث ثبت أن التفكير الإيجابي يُعد أيضًا أحد العوامل الرئيسية للتخلص من الإجهاد.

وتشير الأبحاث عالميًا إلى أن الأشخاص الذين لديهم توقعات إيجابية يتميزون بأنهم أقل عرضة للمعاناة من الاكتئاب والقلق، وحتى بعض الأمراض المحددة التي تأتي في مقدمتها أمراض القلب والأوعية الدموية. ليس ذلك فحسب، فالأشخاص الذين ينظرون إلى نصف الكوب الممتلئ أيضًا يمتلكون قدرًا أكبر من قدرات التكيف وآليات التعامل مع الإجهاد. وهذه ميزة هائلة لهم.

حيث يسمح لك الحد من الإجهاد بأن تكون أكثر فعالية في العمل إلى حد كبير. وهذا يعني أن تكون أكثر استعدادًا للتعامل مع المسؤوليات ذات الضغط العالي، والتي غالبًا ما تكون مصاحبة لتسلق السلم الوظيفي. حيث تساعدك معرفة كيفية الحد من التوتر على تصفية ذهنك، ورؤية الإمكانيات، وكذلك حل المشكلات.

إيجابيات التفكير الإيجابي

يُشار إلى إيجابيات التفكير الإيجابي باسم نظرية التوسعة والبناء، وذلك لأن المشاعر الإيجابية تؤدي إلى توسعة شعورك بالإمكانيات وتفتيح عقلك، والذي يسمح لك بدوره ببناء مهارات وموارد جديدة يمكن أن يكون لها قيمة في مجالات أخرى في حياتك.

إذًا فالسؤال التالي هو كيف تصل إلى التفكير الإيجابي؟ 

تعلَّم كيف تكون أكثر إيجابية

حسنًا، لماذا لا تفكر لبعض الوقت فيما يمنحك السعادة والاسترخاء؟

قد يتمثل ذلك في الرياضة أو الموسيقى. كما قد يتمثل في السفر إلى أماكن جديدة أو قضاء أوقات بصحبة أشخاص تحبهم.

وعلاوة على ذلك، هناك ثلاثة أشياء محددة يمكنك تجربتها:

التأمل

لقد ثبت أن التنفس العميق وممارسة شكل من أشكال التأمل بصورة منتظمة يعملان على تعزيز المشاعر الإيجابية والاسترخاء. لماذا لا تبدأ يومك ببضع دقائق مخصصة لإراحة ذهنك. اكتشف ما إذا كان هناك مركز تأمل بالقرب منك أو ابحث عن دليل على الإنترنت.

الكتابة

قد تحتاج أيضًا إلى تجربة الكتابة. من خلال استخدام خيالك وإبداعك للكتابة عن الأشياء الإيجابية والأشياء التي تمنحك شعورًا جيدًا.

وقت اللعب

ولا ننسى تأثير اللعب. بما أن قدرًا كبيرًا من حياتنا مكرس للعمل وغيره من المسؤوليات، فلماذا لا تحرص على أن تخصص وقتًا للهو كل أسبوع؟

اقض بعض الوقت في اكتشاف ما يشعرك بالسعادة ويبقيك في حالة إيجابية. حدّد أولويات هذه الأنشطة كجزء من روتينك. حيث ستكون المزايا أكثر من مجرد رسم الابتسامة على وجهك.

لتمتلك قوة تنافسية في مكان العمل، عليك تجهيز نفسك بالمهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل والمعروف عنها كونها وسائل لتحقيق النجاح. ركّز على بناء مهاراتك التقنية، ولكن احرص كذلك على امتلاك مجموعة قوية من المهارات المهنية غير التقنية.