خمس نصائح حول الحصول على وظيفة تقنية


الكثافة الرقمية تربك كل المجالات والقطاعات. فبدءًا من سيارات الأجرة وحتى الاتصالات، ومن البيع بالتجزئة وحتى التوظيف، ومن التصنيع وحتى الهواتف المحمولة - تتسارع وتيرة التغيير. وهذا هو أفضل وقت على الإطلاق للعمل في مهنة موجّهة عن طريق التكنولوجيا.

حيث تتطلب نسبة هائلة تبلغ 99 بالمائة من جميع الوظائف حاليًا (أجل، ما تراه صحيح: من "جميع" الوظائف) درجة ما من الذكاء التقني. وبتقدير وصول عدد الأجهزة الذكية المخطط لها الاتصال بالإنترنت إلى نطاق يتراوح بين 30 و50 مليار جهاز في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2020، فإنه من المقرر أن يؤدي إنترنت الأشياء (IoE) إلى تغيير شروط المنافسة إلى أبعد الحدود. لقد بدأ عصر الرقمنة، وهو ما يعني زيادة فرص العمل في المجال التقني.

لقد جمعنا خمس نصائح أساسية لمساعدتك على تخطيط مسارك الخاص خلال العملية المعقدة للبحث عن وظيفة.

أولاً: اكتسب المعرفة.

إنه أمر أساسي، أليس كذلك؟ 

تبحث جميع الشركات التقنية، بدءًا من شركات وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة وحتى أصغر الشركات الناشئة، عن المهارات التقنية القوية بحق في مهندسيها.  فسواءً كنت متعلمًا ذاتيًا أو حاصلاً على تعليم رسمي بشهادات، ستكون بحاجة إلى أساس صلب لبناء ما يحتاجونه أيًا كان: بداية من الشبكات وحتى البرامج عالية الكفاءة على نطاق واسع.

وهذا يعني إتقان المهارات التكنولوجية المطلوبة. ومواكبة الابتكار من خلال الحرص على التحديث الدائم لمعارفك ودرايتك.

ثانيًا: أدِر سمعتك الرقمية

ستستخدم معظم الشركات التقنية (والشركات غير التقنية) التكنولوجيا لإجراء بحوث شاملة عن مرشحيها وموظفيها المستقبليين.

وفي حالة قيامك بالتدوين أو التغريد بخصوص خبراتك، وشغفك، وهواياتك، فمن المرجح حينئذ أن تصل هذه المعلومات إلى أحد مسؤولي التوظيف عبر محركات البحث الكبرى أو وسائل التواصل الاجتماعي. ولذلك يُعد من المهم أيضًا مشاركة شغفك تجاه مجال الشبكات، ونقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت (VoIP)، ولغة Java، وما إلى ذلك. حيث يمكن لمسؤولي ومديري التوظيف مشاهدة لمحة عن اهتماماتك من خلال تواجدك على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء تمثلت اهتماماتك في كرة القدم، أو الأوبرا، أو الغطس باستخدام المعدات، أو الأعمال التطوعية. مهما كانت المجالات التي تشعر بالشغف تجاهها، والتي تبوح بشخصيتك الداخلية، عليك مشاركة حبك لها. كن متحمسًا. وتميز قليلاً عن الآخرين.

وصحيح أنه من المهم أن تكون متحمسًا، إلا أن الأمر الأكثر أهمية هو الالتزام بالمهنية عند تواصلك عبر الإنترنت. وحتى لو كنت تعتقد أن الأمر خاص، فبمجرد نشره على الإنترنت، سيكون متاحًا أمام الجميع للاطلاع عليه. فلتحرص على عدم تقييد فرص عملك بسبب ما تشاركه على الإنترنت.

ثالثًا: كن مستعدًا على الدوام 

كن مستعدًا لتلك المقابلة في أي وقت وفي أي مكان. حيث تحتاج الشركات التقنية إلى توظيف المواهب بسرعة، كما تميل إلى أن تكون جهات توظيف فعالة في معارض التوظيف على سبيل المثال. وإذا وجدت نفسك في إحدى فعاليات التوظيف، فجهّز سيرتك الذاتية، وكن جاهزًا من الناحية النفسية لاجتياز تلك المقابلة سريعًا. حيث يُعد كل تفاعل يحدث بينك وبين الشركة مهمًا، بداية من السادة الذين قاموا بتحديد موعد مقابلتك وحتى السيدة الممثلة للشركة في فعالية التوظيف الجامعية.

فكن دائمًا على استعداد؛ بحيث تعرف تعريفك المختصر، والذي يكون عبارة عن ملخص مختصر للسبب الذي قد يدفع الشركة لتوظيفك، والذي يتم ذكره خلال مدة تتراوح بين 20 و30 ثانية.

رابعًا: اعرف هدفك

من المهم إجراء بحث حول أصحاب العمل المحتملين، واتجاهات المجال، وأحدث التطورات التكنولوجية. فأنت لست بحاجة إلى معرفة كل شيء، ولكن من المهم أن تكون مطلعًا على الأساسيات.

ويُعد موقع Twitter موردًا رائعًا للمعلومات، والاطلاع على المواضيع الرائجة في مجالك. عليك أن تتعرف على الشركات التي قد تقدمت للعمل بها وكذلك مجال العمل.

حيث يروي أخصائيو الموارد البشرية قصصًا لا تُصدَّق عن المتقدمين للوظائف الذين يحضرون للمقابلة دون أدنى فكرة عن أصحاب العمل المحتملين. فالرسالة التي ترسلها إذا لم تفعل ما عليك فعله قبل الجلوس لطلب الحصول على وظيفة هي أنك غير مهتم بها. فلماذا إذًا يهتمون هم بك؟ ولا تختلف الشركات التقنية عن بعضها سواء أكانت كبيرة أم صغيرة.

خامسًا: لا تتخلَّ عن فضولك

أينما أجريت تلك المقابلة الأولى، سيكون من الجيد أن تحضر مجهزًا ببضعة أسئلة خاصة بك. حيث سيبحث مسؤولو التوظيف عن روح المبادرة، والفضول، واحترام الذات في الموظفين المحتملين.

كما تكون المقابلات والمحادثات مع أصحاب العمل المستقبليين عبارة عن حديث ثنائي متبادل. ويُعد طرح الأسئلة الذكية والمدروسة هي فرصتك لمعرفة المزيد عن دور الوظيفة فضلاً عن كسب إعجاب مسؤول أو مدير التوظيف.

وبطبيعة الحال، فبمجرد اجتيازك لتلك المقابلة وحصولك على الوظيفة المثالية، ستحتاج إلى مواصلة صقل هذه المهارات والسلوكيات وغيرها لضمان بقائك في المسار الصحيح في حياتك المهنية.

فباستمرارك في التعلم، ستستمر في النجاح.